سعيد انحراف

سعيد انحراف
خالص الحب و التقدير للشعب الكبير

السبت، 26 أبريل 2008

الفصل الأول - قرنيار

ة

حلقة يوم 20 يناير 2008

كان يا ماكان، في سالف العصر و الألوان، بعد أن انتهت حواديت ألف ليلة و ليلة، و تزوج الملك شهريار من الملكة شهرزاد، و انجبوا ثلاث من البنين، استمر زواجهما بعدها سنين بعد سنين ثم أن شهريار مات، و ابنه حكم البلاد، و استمر على عهد أبيه يحكمها بالعدل و الفساد، ثم جاء ابن ابن/ فابن ابن ابنه، و توالت السنين و الدهور، على عائلة الشهريار المعروف، حتى ظهر زماننا المطيور، و عم الفقر و الجهل و التخلف و الحروب، فهاجرالحفيد العشرون للملك شهريار من آسيا، إلى بلاد مصر، و كان له فيها كشك .. في إحدى حارات الباطنية، في شارع يدعى بالنملة الذهبية، و اسماه بعضهم أيضا بالنملة العملاقة.

و كان للاسم سبب، لما قص من أساطير أنه على نحو عام 1950 أن الدكتور مصالح كبير علماء الباطنية، قام بزرع صفات وراثية لبعض النمل لكي يكونوا أضخم من حجم القرد و يعملوا في حراسة الحارة، من رجال الشرطة الجبارة، ثم أن هذا النمل كان قد تضخم فعلا، و تعلم على يد معلمين الحارة أساليب الهجوم و فنون الحراسة، بحمل السلاح و السنج و المطاوي، و يجيد الاتفاق على جميع الأصناف، و لما نجحت التجربة، دفع معلمين الصنف لكبار العلماء بروسيا و المانيا و غيرها لكي يأتوا إلى الدرب الكحلي و يركبوا شريحة في رأس كل نملة، من الذكاء الاصطناعي، فتكون النملة بجوار مخها لها ذكاء، و بذلك يقوم النمل الصناعي بالاتفاق في الصفقات، و تبادل البضائع، بينما يجلس معلمين المنطقة في الكباريهات، و يقبضوا المعلوم أول كل شهر من النمل،
و كما حدث في فيلم تريمنيتور، جاء يوم صرخ النمل فيه و هاج و ماج، و خرج يضرب في المعلمين، و جعلهم عبيدا منصاعين، حتى أنه بعدها بسنين، كنت تدخل شارع المتبطلجين، تجد عبيدا من البشر ممن كانوا قديما معلمين، يقومون بحمل الحجارة و الأسمنت، بينما النمل يقوم بلسعهم بالكرابيج.

و مرت بعدها سنين طوال، حتى جاء يوم من الأيام، عفريت ضخم، دخل على كل هذا النمل فأهلكه إهلاكا، و طاح فيهم ضربا و سبا و سفالة، حتى قتلهم بالضرب أو موتا بالغم و تأثرا بالسفاهة، و بعد هذا رش أحدهم مربة فول بالملح المخصوص، فوق العفريت المطيور، فتحول إلى ماء، سقط كله في برميل كبير، كل هذا حدث و الناس يتفرجون مشدوهين.
و لما نظروا لمن قام بهذا الفعل الكبير، و العمل الجليل، وجدوا جزمجيا من بلاد السند يدعى بقرنيار، و هو الحفيد الذي نتكلم عنه، و الوحيد الذي عاش من نسل شهريار، فقاموا باستقباله بالاحضان، و القبلات، و سموا شارع المتبطلجين باسم شارع النملة العملاقة تيمنا بهذه الذكرى.
و اما اسم النملة الذهبية، فذاك له أثر آخر، فقد قيل أن العفريت لما قتل النمل، ظلت نملة منهن الملقبة ببنت الملكة، و هذه عند النمل تعادل بنت السلطان في حكايات البشر الشعبية، و هي أرقاهن جمالا و دلالا، و أكثرهن نمولة و نظاما، فترجته ألا يقتلها لأنها ستكون قبيحة إذا ماتت و أكلها دود الأرض،و جثت على ركبتيها تسترحم قلب العفريت
فبكى العفريت و رق قلبه، و تعالى صوته و صياحه حزنا و تأثرا لقلب الأميرة المسكينة، و لأنه طيب القلب رحب الصدر، فقد غير قرار قتلها بالطرق العادية، إلى قتلها بتحويلها إلى تمثال من الذهب الخالص، و بذلك لما تموت تظل جميلة بعد موتها، و هذا إنما أتى من حصافة العفريت، و ذكاءه المتقد كالقنديل.
و يقال أن قرنيار هو من أخفى ذلك التمثال، و حفر له حفرة في مقابر الأسرة، و أنه مع مرور الزمن فقد باعه لعدة أثرياء من أوروبا، و بنى لنفسه أرضا تحت المقابر، فيها أنواع الملاذ و المقامر، لا يدخلها غيره، و بدأ كل يوم يخطف له فتاة أجنبية، من سواح الباطنية، اللائي اتين لشراء الصنف، و الاتجار به في بلادهن و بلاد ما وراء السد، على نحو ما تفعل الباطنية مع شوارعها الضنك.
و كان يستمتع بالفتاة الأجنبية كل يوم، حتى يأت الصباح، فيقوم بأمر حارسه الخاص بقتل الفتاة رميا بالرصاص، و ظل على هذا لمدة سنين و سنين، حتى عرف في أمريكيا اللاتينية و شرق آسيا و غيرها، أن دخول النساء في الباطنية خطر و قلق، فشحت نساء الغرب في أرض الدرب، و لم يكن لقرنيار حاجة في بنات الدرب، لأنه كان يعلم أنه إذا قتل منهن واحدة، فإن أهلها سيسلخوه قطعة واحدة.
و ظل وحيدا شريدا، إلى أن سمعت به امرأة تدعى قرنزاد، من بلاد اليابان، فقررت الذهاب إليه، و المثول بين يديه، و لما تزوجها قرنيار، جلست معه و عرفته أنها عندها اختراع ياباني، يقوم بتسجيل كل ما يحدث في الباطنية، بطريقة سرية، و تشمل هذه الطريقة، ما يقوله الناس و ما يسمعونه، فإذا عاهدها قرنيار على أن يكتم الحديث، و لا يفشي الأخبار، تحكي له حكاية مما لا يعرفه أهل الرواية
فتعجب التاجر الكبير، و أمرها بمواصلة الحديث، فجلست تحكي و تحكي، حتى تدرك برنامج صباح الخير يا مصر، فيتحقق لها النصر، بأن تحيا يوما جديد، دون خوف من مزاج قرنيار العجيب
و كانت تستهل حكايتها بقولها " بلغني أيها المواطن السعيد، بالبلد الرشيد .. " و تختم بقولنا " حتى أدركت قرنيار برنامج صباح الخير يا مصر، فعاشت يوما جديدا و بذلك تحقق لها النصر" و لما جاء الحداثة، و ظهر جيل جديد من الشباب المرتاحة،و تم تنضيف الباطنية من التجار القدامى، و ظهرت مكيفات لا تهلك الجسد و لاحاجة، استخدم أصحاب انحراف ماء العفريت الذي عند قرنيار، لعمل المزيد من السوجاير التي لها أثر السحر على البهايم. و هذه هي فكرة كتابنا الشهير، و نتابع الأسبوع القادم المزيد و المزي

ليست هناك تعليقات: