سعيد انحراف

سعيد انحراف
خالص الحب و التقدير للشعب الكبير

الثلاثاء، 15 يوليو 2008

الفصل الثاني - حكايات سعيد انحراف- يا مطرة رصي رصي

بلغني أيها المواطن السعيد بالبلد الرشيد، أن واحدا من سكان الدرب الكحلي، يدعى بسعيد انحراف الجدلي، كانت له بعض العادات الشعبية، التي تختلف في أنها ليست بسطحية، بل هي نتاج فكره الخاص، مم اصبح لاحقا ثقافة أي خباص،
فسعيد انحراف - بالنسبة للصيع - هو النبراس، مع انه ضحية المجتمع و الناس.

الكاميرا تختفي رويدا من عند منطقة قرنيار، إلى غرفة سعيد انحراف، و يبدأ هو شخصيا الكلام




إزيك يا مصر، طبعا في ايام البرورة القارسة اللي احنا عايشين فيها، لازم نلاقي حل! بردان! آه انا مش عايش في روسيا في حتة جوه ادغال النرويج، ولا عايش في القطب الشمالي مع التماسيح السنغالية، ولا في الدنمارك مع الكنغرات ( جمع كنغراية جمع مؤنث غير سالم )و الكناغير ( جمع كنغر جمع مذكر غير سالم ) اللاتينية،
بس برضو بردان، والبرد قاتل.. و عشان دي بالذات انا ليا طقوس خاصة في البرد.

في يوم و المطرا نازلة على اخر اخرها في البلد، قررت انا و حمدي كنسلة اننا ننزل نتمشى في الشوارع، آه انا كده، احب اواجه المشكلة بنفسي. حمدي كنسلة لفلنا سوجارتين من اختراعه، سوجارة اينشتين و دي عشان نعرف نخترع و نلاقي حل، و تركيبها بتتكون من شعرات من دماغ اينشتاين اصلية، و نقطتين مسحوق كلومبي، على 3 معالق نباتات سينا، و بتدوبهم في بارود مخلي بيغلي جوا زيت خروع،
بيطلعلك سوجارة تنسيك الدنيا باللي فيها، السوجارة دي بالذات متتولعش باي طريقة، لازم ب 3 امشاط كبريت مع بعض تولعهم، و تخش بايدك من فوق لتحت مع اتجاه نزول المطر، عشان السوجارة دي زي الكمبيورر كده ، بتدخلها بيانات.. فلما تمشي مع اتجاه المطر و انت بتولعها، كأنك بتقولها مشكلتنا مع الحجات اللي نازلة من فوق

ولعنا السوجارة يا معلم انا و كنسلة و احنا واقفين قدام باب زويلة، و الدنيا ضلمت كحل، وراحت نورت تاني، بس نور بس مفيش اي حاجة تشوفها لا مباني و لا ناس، بعديها راحت ولعت نار، و ضلمت علينا، و في الاخر فتحت تاني .. لقينا نفسنا احنا الاتنين واقفين جوه النيل.. تحت الكوبري على طول.. ازاي معرفش.

اه احنا عايزين نواجه المشكلة بس مش للدرجة دي، طلعنا يا باشا ووقفنا على ناصية الكوبري، و قعدنا ندرس المشكلة، و نطلع و نكتب مقاسات السحاب و طول نقطة المطرة و هيه بتنزل، و بعد ما تنزل، و بعد ما بتخش على النيل و تتفرم جوه، و قطر القبة السماوية، و دي كانت اسهل حاجة نقيسها عشان احنا كنا معليين السوجارة قوي يا معلم

وفضلت تمطر، و النيل يتملي.. و المية تطلع فوق .. فوق فوق، و احنا بنقيس.. و حاطين مكتب.. و كمبيوتر، و مسطرة حرف تي، و برجل، و منقلة، و مغرفة، و دست، و طباشير، و و كتب و مراجع رق المراجعة النهائية كمان قبل الامتحان..

كل ده و المكتب فوق الكوبري، على الناصية، و احنا بنشتغل، لحد ما الشاويش ما ناجي شرايط على حظنا النحس كان بيتمشى في المنطقة ..

لما قرب ناجي شرايط سمع حوار عجيب، انا شخصيا مش عارف قلناه ازاي ساعتها، بس هيه سوجارة اينشتاين كده، حنعملها ايه يعني، مثلا هوه سمع: " الا قولي يا بروفيسور هايدنبرج، احنا لو عملنا غطا حلة كبير يغطي مصر و يبقى جواه 3 4 حتت فحم كبار يدفوا البلد شوية، تفتكر زاوية انحراف الايد بتاعة الغطا تبقى كام عشان تتوازى مع كوكب عطار" ، " و الله يا فروفيسور اينشنهاوين انا شايف ان احسن حاجة اننا نحط مسخنات متعلقة في الجو تقوم بتحويل ماء المطر اللي نازل لبخار ماء، يسافر فوق البلد اهو منه من ناحية يدفي بدال ما يبرد،
ومن ناحية تانية، يحول مصر لعاصمة الضباب رقم واحد نبقى كده ضربنا انجلترا في مقتل." ، " معقول يا فروفيسور هاينزنبرج حنسيب كل اللي عملته انجلترا و نروح ندور على الضباب، انا رأيي اننا نحط في الارض ثقوب حساسة تمتص ماء المطر عن طريق حساسيات.."

و فجأة قطع الكلام صوت اجش عالي قاتل مازع : "انت يا كلب منك له بتعملوا ايه هناااااا " و اذا به صوت الشوايش ناجي شرايط

" يا بيه احنا علماء بنحل مشكلة البلد "

و ناجي شرايط مسك فينا، يا عمي هدي نفسك، مفيش، يا حبيبي معلش، متلاقيش .. و بالعافية اقنعناه يقعد يبص على الورق، الراجل قالك قشطة و قعد ياخد فكرة.. اول ما قعد من هنا قمنا احنا الاتنين و جرينا و احنا بنصرخ يا بوليس يا بوليس، خيانة عظمى، ظابط قاعد بيخطط على الكوبري لاختطاف بنت المسؤول الكبير.. و الكوبري وقف، و الناس نزلت،
و العربيات فضيت، و اللي جي يضرب، و اللي رايح يضرب، و الستات تقول الله اكبر مع الاعتذار لبصران حب السريح

وهنا اذيع برنامج صباح الخير يا مصر، فتوقفت قرنيزاد و تحقق لها النصر

ليست هناك تعليقات: